انعقد بمدينة مراكش، يومي 6 و7 دجنبر 2024، المؤتمر الوطني السادس لحفظ الصحة والسلامة العمومية، تحت رعاية وزارة الداخلية، من طرف الجمعية المغربية لأطباء حفظ الصحة والسلامة العمومية والهيئة الوطنية لممرضي وتقنيي الصحة بالجماعات الترابية وبشراكة مع مختلف الفاعلين الوطنيين والمحليين. وقد تمحور هذا الملتقى حول : “المكاتب الجماعية لحفظ الصحة: استعراض الخبرة المكتسبة وآفاق 2030"، حيث جمع ممثلين عن قطاعات حكومية، وخبراء، وأطباء، وممرضين، ومتخصصين في هذا المجال، بهدف تعزيز تبادل المعارف والخبرات والوقوف على القضايا الراهنة، ومشاركة الممارسات الفضلى، وتعزيز القدرات، ووضع توصيات.
وخلال الجلسة الافتتاحية، أكدت السيدة ليلى الحموشي، العامل، مديرة المرافق العمومية المحلية بالمديرية العامة للجماعات الترابية، على أهمية هذا الملتقى، ليس فقط للاحتفاء بالجهود التي يبذلها الأطر الطبية والشبه الطبية العاملة في المكاتب الجماعية لحفظ الصحة، بل أيضاً للتفكير في التحديات التي تواجه مجتمعنا لصياغة استراتيجيات فعالة لتحسين مجال الصحة والسلامة العمومية باعتباره أساس تقدم الأمم.
وذكّرت بالتزام وزارة الداخلية، من خلال المديرية العامة للجماعات الترابية، بمواكبة الفاعلين المحليين في إطار رؤية 2030، الرامية إلى تعزيز التغطية الترابية للمكاتب الجماعية لحفظ الصحة من خلال الدعم المؤسساتي والمالي، وتأهيل البنيات التحتية لتتماشى مع متطلبات التنمية المستدامة وكذا تعزيز قدرات هذه المرافق حتى تتمكن من تلبية الطلبات المتزايدة للمواطنين.
من جانبه، أشار الدكتور جمال بخات، رئيس الجمعية الوطنية لأطباء حفظ الصحة والسلامة العمومية، إلى الدور الحاسم للمكاتب الجماعية لحفظ الصحة في إدارة الأزمات، خاصةً خلال الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز. كما سلط الضوء على الدروس المستفادة من جائحة كورونا التي أبرزت أهمية تعزيز هذه المكاتب وتأهيل أطرها، مع تسليط الضوء على جهود المديرية العامة للجماعات الترابية في إطار رؤية شاملة لحفظ الصحة العامة.
أما السيد منير ليموري، رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، فقد اعتبر النهوض بشق الصحة والسلامة العامة من أبرز معايير تحقيق التنمية المستدامة. كما أكد على الدور المحوري للمكاتب الجماعية لحفظ الصحة في تحسين خدمات الصحة العامة.
شهدت الجلسة الافتتاحية أيضاً مشاركة السيد عبد الله جناتي، المدير العام للمكتب الوطني للصحة والسلامة العمومية، السيد محمد بنكومي، ممثل عن منظمة الأغذية والزراعة، والسيدة مريم بكدلي، ممثلة عن منظمة الصحة العالمية، والسيد عبد الرحمان المعروفي، مدير مركز اللقاحات والأمصال، والسيد أيوب أبو جعفر، ممثل مديرية الشؤون الجنائية والعفو ورصد الجريمة، والسيد جواد حمو ممثل مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض. وقد شددوا على الدور الأساسي الذي تلعبه المكاتب الجماعية لحفظ الصحة في الوقاية من الأمراض، والحفاظ على الصحة العامة، وحماية البيئة.
امتد المؤتمر على مدى يومين، وشهد تنظيم جلسات علمية تناولت مواضيع رائدة، من بينها توظيف الذكاء الاصطناعي والرقمنة في خدمة حفظ الصحة والسلامة العمومية، واعتماد نهج "الصحة الواحدة" في حفظ الصحة والسلامة العمومية، إلى جانب مجال الطب الشرعي، وتفعيل الشراكات بين القطاعين العام والخاص لمواجهة مسببات الأمراض.
كما تخلل المؤتمر أروقة ومعارض للمعدات والتقنيات المتعلقة بالوقاية وحفظ الصحة العامة، مما أتاح فرصة مثالية لتبادل المعارف والخبرات بين المشاركين.
يُعد هذا المؤتمر منصة وطنية هامة تجمع، كل سنتين، نخبة من الفاعلين في مجالات الصحة العامة، وحماية البيئة، والتنمية المحلية. ويهدف إلى تبادل التجارب الناجحة، ومشاركة الممارسات الفضلى، وتطوير سياسات تعزز الصحة العامة وتدعم الاستدامة البيئية.
لمتابعة تفاصيل اللقاء، يمكنكم الاطلاع على النقل المباشر على قناة الجماعات الترابية على اليوتيوب.
17/12/2024