"الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وءاله وصحبه..
رعايانا الأوفياء ممثلي جاليتنا بفرنسا..
يسعدنا أن نلتقي بكم لنعبر لكم ولكافة جاليتنا المقيمة في الخارج عن مدى تقديرنا وافتخارنا. لقد اعتاد والدنا جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه كلما حل بالديار الفرنسية الإلتقاء بكم والإطمئنان عليكم والاهتمام بشوءونكم. وهي سنة نحافظ عليها للاهتمام الذي نوليه لقضاياكم وتجديدا للعهد الذي يربطنا وإياكم.
إن مما يثلج الصدر عبارات التقدير التي سمعناها من المسوءولين الفرنسيين. لقد استطعتم كسب تقدير سكان البلد المضيف لاحترامكم لقوانين الدولة الفرنسية وقيم مجتمعها دون أن تتنكروا لقيمكم وجذوركم. وقد كانت تظاهرة "سنة المغرب" مناسبة عبرتم فيها عن مدى تعلقكم ببلدكم وبقيمه الراسخة وافتخاركم بمظاهر غنى ثقافتنا وحيويتها وتفتحها. وقد أسهمتم من خلال تعبئتكم في إنجاح هذه التظاهرة التي ساعدت في تقريب مجتمعينا وفي رصد آفاق التعاون في الميدانين الثقافي والاقتصادي.
إن مما يبعث على الارتياح متابعتكم لمسيرة بلدكم واستعدادكم للإسهام في مسيرة التقدم والتحديث ولا أدل على هذا الاهتمام تزايد عدد المنظمات غير الحكومية التي ترعونها وتسهمون من خلالها في التصدي للقضايا الملحة التي نعيرها أكبر الاهتمام كالتخفيف من حدة الفقر وتحسين البنيات التحتية الأساسية في المناطق القروية. ونود هنا أن نعبر عن تشكراتنا الخالصة وتقديرنا للأعمال الخيرية التي تقوم بها الجمعيات والأفراد في المهجر لفائدة الفئات المحرومة في بلدنا.
رعايانا الأوفياء
لقد تلقينا رسائل عديدة من لدن أعضاء كثيرين من جاليتنا يلتمسون منا معالجة القضايا الملحة. وهي قضايا تحظى بالإهتمام لدينا. وإننا لنعي المشاكل التي تواجهونها وتستلزم معالجتها الأمد الطويل. وإننا لعازمون على التصدي لها مع موءسسة الحسن الثاني التي تشرف عليها شقيقتنا صاحبة السمو الملكي الأميرة للامريم وإيلائها الأهمية التي تستحقها لتحسين ظروف الإستقبال وأداء المصالح القنصلية والنظر إلى الإطار القانوني بشكل يأخذ بعين الإعتبار خصوصية الوضعية الإجتماعية التي تعيشونها.
إننا ننتهز مناسبة التقائنا بكم لندعوكم أن تحافظوا على الصورة السمحة للإسلام التي تعبرون عنها من خلال ممارستكم اليومية وثقافتكم الراسخة.
ولا يفوتنا هنا أن نعبر لكافة أعضاء الجالية عن تأثرنا العميق لمشاركتها أحزاننا في فقيد الأمة المغربية جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه. لقد أرسلتم ممثلين عنكم للتعبير عن الوفاء الذي تكنونه لروحه الطاهرة والتعلق بشخصنا. فجزاكم الله خير الجزاء على ما أبديتم من ارتباط بموءسساتكم المقدسة في السراء والضراء.
وفقكم الله وأبقاكم خير سفراء لبلدكم تشيعون قيم الجد والتسامح واحترام الآخر.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".