"الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله واله وصحبه
شعبي العزيز
سيرا على النهج القويم الذي سنه والدنا المنعم جلالة الملك الحسن الثاني قدس الله روحه دأبت بلادنا على تنظيم حملات تلقيح ضد الامراض الفتاكة مستهدفة حماية الاطفال والامهات من مخاطرها وتحصينهم ضد افاتها.
وبحمد الله تعالى فقد مكنت الجهود المبذولة خلال السنوات الماضية من قطع أشواط كبرى سمحت لبلادنا باحتلال مرتبة متميزة على الصعيد الجهوي والعالمي في مجال التلقيح بفضل التغطية الواسعة التي شملت العديد من الاطفال والنساء والتنظيم المحكم الذي عرفته تلك الحملات وكذا بفعل تكاثف الجهود والمساهمة الفعالة التي بذلتها مختلف القطاعات والمنظمات الدولية والجمعيات غير الحكومية والانخراط الواسع للمواطنين اضافة الى روح التفاني التي ما فتئت أطر الصحة تتحلى بها خدمة للصالح العام.
ان النتائج الطيبة التي تحققت في مجال استئصال داء الشلل والكزاز المولدي والحصبة والتقليص من عدد وفيات الامهات وكذلك الاطفال دون السنة الاولى لحرية بالبعث على الاطمئنان كما أنها مدعاة الى بذل المزيد من الجهد وتكثيف الامكانيات من أجل تعضيد ما تم تحقيقه وتطوير ما كمل انجازه حتى ينعم مواطنونا بالصحة والسلامة والعيش الكريم.
وعلى غرار السنوات الفارطة ووفق نفس الاهداف التي اختطتها بلادنا من أجل محاربة الامراض الفتاكة فاننا عازمون بحول الله وقوته على المضي قدما نحو تدعيم عملية التلقيح ضد التهاب الكبد الناتج عن فيروس من نوع "ب" اذ تمت تعبئة موارد مهمة في هذا الباب من أجل تمكين جميع المواليد الجدد من الاستفادة من هذا التلقيح ولاسيما أبناء الفئات المعوزة مجسدين بذلك مرة أخرى فلسفة التكافل التي تبنيناها كمنهج لارساء العدالة الاجتماعية والمساواة.
وهكذا- شعبي العزيز- فابتداء من يوم السبت السادس عشر من رجب 1421 الموافق ل 14 أكتوبر 2000 ستنطلق بعون الله وتوفيقه الدورة الاولى من الحملة الوطنية لتلقيح الاطفال دون الخامسة والنساء اللواتي هن في سن الانجاب على أن تليها دورة ثانية تبتدىء يوم الرابع والعشرين من شعبان 1421 ه 21 نونبر2000 م.
وحرصا على ضمان نجاح هذه الحملة وتأمين تحقيقها للغايات المحددة لها فان وزارة الصحة بناء على التعليمات السامية التي أصدرناها ووفق فلسفة التكافل التي سطرناها قد اتخذت جميع التدابير اللازمة والترتيبات القمينة ببلورة تلك الاهداف المتوخاة. وسيتم توظيف الامكانيات المرصودة لتشمل مختلف ربوع مملكتنا حتى تعم الفائدة مجموع المناطق وخاصة العالم القروي الذي نوليه عناية خاصة.
لذلك ندعوك- شعبي العزيز- الى الاستجابة لهذه العملية الانسانية الوطنية لما لها من اسهام في تدعيم مكونات المشروع المجتمعي الحداثي الذي نتوخى ترسيخه ونهيب بكل الامهات والاباء والاولياء لتلقيح أطفالهم الذين تقل أعمارهم عن سن الخامسة كما ندعو سائر النساء اللائي هن في سن الانجاب الى الاستفادة من هذه العملية. ونحن على يقين من أن ولاتنا وعمالنا بجميع الولايات والعمالات والاقاليم سيعملون على دعم هذه الحملة وسيسهرون على توفير كل الظروف الكفيلة بانجاحها. كما نهيب بجميع المنتخبين ورجال التعليم وأطر مختلف القطاعات المعنية وأعوانها وكذا فعاليات المجتمع المدني والقطاع الخاص للتجند والتعبئة لاعطاء هذا الحدث الاهمية التي تليق بالاهداف النبيلة التي يرومها والمرامي الشريفة التي يبتغيها.
أبقى الله عليك- شعبي العزيز- أردية الرضى والكرامة وأدام عليك نعمة الصحة والعافية ووفقنا لما فيه خير هذا البلد الامين.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".